تستحقين الافضل

التعلم التكيفي : الطريق نحو تسريع التعلم

-

-

الاثنين، 10 أكتوبر 2016

الفصول المقلوبة رؤية جديدة في التعليم



Flipped Learning أو الفصول المقلوبة (المعكوسة) Flipped Classrooms هو نموذج تربوي حديث يرمي إلى
استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT بطريقة فعالة في التدريس، بحيث يعكس ويقلب نظام التعليم التقليدي رأسا على عقب.

التعلم المقلوب 
في التعليم التقليدي يتلقى الطالب معلومات الدرس من خلال الشرح والمحاضرة داخل الغرفة الصفية من المعلم مباشرة، ويقوم الطالب بحل الوظيفة والواجبات التعليمية لتعميق المفاهيم المهمة في البيت بمفرده، الأمر الذي لا يراعي الفروق الفردية 
للطلبة وتفريد التعليم. بينما في التعلم المعكوس أو الصف المقلوب يتلقى الطالب المعلومات والشروحات في البيت ويقوم بحل الواجبات التعليمية وتعميق المفاهيم داخل الصف بمساعدة المعلم والطلبة الأقران.
ويتم ذلك من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT في نقل الدرس للبيت من خلال الوسائط المتعددة، حيث يقوم المعلم بإعداد الدرس على شكل ملف صوتي أو مرئي لشرح المفاهيم الجديدة والتركيز على مفاهيم المعرفة والتذكر باستخدام التقنيات السمعية والبصرية وبرامج المحاكاة، لتكون في متناول الطلبة قبل الدرس. ويمكن أن يقوم المعلم بتصوير نفسه وهو يشرح الدرس على السبورة العادية أو السبورة الإلكترونية، أو باستخدام برنامج عرض الشرائح البوربوينت على الحاسوب مباشرة وتسجيل صوته وتحويل الصوت وشاشة العرض إلى فيديو، وذلك باستخدام أحد البرامج المناسبة لذلك مثل كامتازيا Camtasia و Snagit وغيرها الكثير، ويمكن كذلك استخدام بعض الدروس الجاهزة على الإنترنت بعد تعديلها، من خلال مواقع مشهورة مثل Khan Academy و TED.
تتراوح مدة الدرس المرئي أو الفيديو بين 5 و15 دقيقة بما يتلاءم مع الفئة العمرية للطلبة، ويتم رفعه على شبكة الإنترنيت من خلال اليوتيوب أو غيره، ووضع الرابط في أحد مواقع الويب أو شبكات التواصل الاجتماعي. وللتسهيل على الطلبة، يمكن إنشاء مجموعة على الفيسبوك خاصة بهم وبمعلمهم وبالمشرفين على العملية التعليمية الآخرين، ودعوتهم للانضمام إليها، ويمكن أن تكون مجموعة مغلقة لفسح المجال أمام الطلبة للنقاش وتبادل المعلومات والأفكار، علما أنه توجد مواقع وتطبيقات عديدة تسمح بمتابعة تقدم عملية التعلم لدى الطلبة وتقييمهم.
خلال التعلم المعكوس، يقوم الطالب بالاطلاع على الفيديو وتحضير الدرس المطلوب، وذلك خارج الدوام المدرسي ومن أي مكان يتوفر فيه ربط بالنت و عبر أي جهاز ملائم، مثل جهاز الحاسوب الشخصي أو المحمول أو اللوحي أو الهاتف الذكي… وبهذا يتمكّنُ الطالب من الاطلاع على الدرس أكثر من مرة وحسب حاجته، ليتسنى له استيعاب المفاهيم الجديدة. وفي هذه الحالة، يأتي الطلبة إلى الغرفة الصفية ولديهم الاستعداد التام لتطبيق تلك المفاهيم، والمشاركة في الأنشطة الصفية، وحل المسائل التطبيقية.
واستعدادا للحصة الصفية، يقوم المعلم باختيار الأسلوب الملائم للتأكد من اطلاع جميع الطلبة دون استثناء، على الدروس المرئية خارج الغرفة الصفية، ويمكن وضع أسئلة قصيرة يجيب عنها الطالب قبل الحضور الى الغرفة الصفية من خلال الإنترنيت يطّلع عليها المدرس قبل بدء الدرس حيث يمكن للطالب الإجابة عن أسئلة مناسبة تحضيرا للحصة الصفية مثل: كتابة فقرة قصيرة عن المعلومات والأشياء الجديدة التي تعلمها، أو صياغة سؤال حول الدرس لطرحه على الزملاء…
صحيح أن درس الفيديو يُعَد عنصراً مهماً في الفصول المقلوبة ، لكن الأهم من ذلك هو أسلوب التدريس الملائم لذلك داخل الغرفة الصفية، فالمعلم يجب أن يبدع في استخدام أساليب التعلم البنائي والتعلم النشط والتعلم القائم على المشاريع وما إلى ذلك من أساليب فعالة لملاءمة نموذج التعلم المعكوس، ورفع مستوى الأسئلة إلى التطبيق والاستدلال للمساهمة في زيادة التحصيل والدافعية ورفع مستوى مهارات التفكير لدى الطلبة وزيادة الثقة والاعتماد على النفس في عملية التعلم.
الهدوء التام غير مطلوب داخل الغرفة الصفية، فالطلبة يتحدثون مع بعضهم البعض بشكل ثنائي أو بشكل مجموعات منظمة، والمعلم يتجول بين الطلبة، ويساعد كل طالب حسب حاجته، ما يساعد ويحفز الطلبة الخجولين بطلب المساعدة من المعلم وبشكل فردي، وفي هذه الحالة يكون دورالمعلم مرشدا ومنظما لتعلم الطلبة ومساند وداعم لكل فرد منهم.
و للتعليم المعكوس إيجابيات عديدة كالاستغلال الجيد لوقت الحصة، وزيادة التفاعل بين الطلبة أنفسهم من جهة ومع المعلم من جهة أخرى، وإتاحة المجال للطلبة لتحضير الدروس من أي مكان يتوفر فيه ربط بشبكة الإنترنيت وبأي جهاز يتوفر لديهم وفي أي وقت يناسبهم وإعادة الدرس أكثر من مرة بناءً على فروقاتهم الفردية، إضافة إلى أنه يبني علاقات قوية بين الطالب والمعلم، مما يساهم في جعل الطالب محور العملية التعليمية التعلمية والباحث عن مصادر المعلومات وتعزيز التعلم الذاتي والتفكير الناقد وبناء الخبرات ومهارات التواصل والتعاون بين الطلاب.
السؤال المهم هو ليس “هل نتبنى الفصول المقلوبة أم لا؟” بل ما هي الأساليب الفعالة التي يمكن استخدامها للارتقاء بمستوى التعليم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق